العالم الاسلامي

ونحن نعيش ذكرى وفاتها: أمّ البنين عليها السلام مَجمَعُ المكارم

إنّ دورَ السيّدة الجليلة أمّ البنين(عليها السلام) في حياتها مع أمير المؤمنين(عليه السلام) دورٌ مميزٌ، فهو لم يقتصر على واجبات المنزل فحسب، بل ارتفعت ببيتها وأبنائها نحو الذرى والألق الخالد.. فسَقَتْ ربيع نفوسهم بالصبر والإباء والطاعة والإخاء. ورسمت في بيت الإمامة كلّ معايير السموّ والازدهار، ولم تكنْ عبئاً يتناثر في أطرافه، بل حاولت أن تكون بلسماً يساير فكرهم المشدود نحو مَنْ فقدوا أمّهم..

 

إنّ دورَ السيّدة الجليلة أمّ البنين(عليها السلام) في حياتها مع أمير المؤمنين(عليه السلام) دورٌ مميزٌ، فهو لم يقتصر على واجبات المنزل فحسب، بل ارتفعت ببيتها وأبنائها نحو الذرى والألق الخالد.. فسَقَتْ ربيع نفوسهم بالصبر والإباء والطاعة والإخاء. ورسمت في بيت الإمامة كلّ معايير السموّ والازدهار، ولم تكنْ عبئاً يتناثر في أطرافه، بل حاولت أن تكون بلسماً يساير فكرهم المشدود نحو مَنْ فقدوا أمّهم..

 

ونحن نعيشُ ذكرى وفاتها التي تمرّ علينا في هذه الأيّام الحزينة، فهي (سلام الله عليها) من النساءِ الفاضلاتِ العارفات بحقّ أهل البيت(عليهم السلام)، وكانت فصيحةً، بليغةً، ورعةً، ذات زهدٍ وتقىً وعبادة، ولجلالتها زارتها زينبُ الكبرى(عليها السلام) بعد عودتها مِن رحلة السبي، كما كانت تزورها أيّام العيد، فقد تميّزت هذه المرأةُ الطاهرة بخصائصها الأخلاقيّة، وإنّ مِن صفاتها الظاهرة المعروفة فيها هو: (الوفاء).

 

فعاشت مع أميرِ المؤمنين(عليه السلام) في صفاءٍ وإخلاص، وعاشتْ بعد شهادته(عليه السلام) مدّةً طويلةً ولم تتزوّج من غيره.

 

وذكر بعضُ أصحاب السير أنّ شفقتها على أولاد الزهراء(عليها وعليهم السلام) وعنايتها بهم كانت أكثر من شفقتها وعنايتها بأولادها الأربعة -العبّاس وإخوته-(عليهم السلام)، بل هي التي دفعتهم لنُصرة إمامهم وأخيهم أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، والتضحية دونه والاستشهاد بين يديه.

 

وبعد عمرٍ طاهرٍ قضته أمُّ البنين(عليها السلام) بين عبادةٍ لله جلّ وعلا وأحزانٍ طويلةٍ على فقد أولياء الله سبحانه، وفجائع مذهلة بشهادة أربعة أولادٍ لها في ساعةٍ واحدة مع حبيب الله الحسين(عليه السلام)، وكذلك بعد شهادة زوجها أمير المؤمنين(عليه السلام) في محرابه.

 

بعد كلّ ذلك وخدمتها لسيّد الأوصياء(عليه السلام) وولديه الإمامين(عليهما السلام) سبطَي رسول الله(صلى الله عليه وآله) وسيّدَيْ شباب أهل الجنة، وخدمتها لعقيلة بني هاشم زينب الكبرى(عليها السلام) أقبَلَ الأجَلُ الذي لابُدَّ منه، وحان موعدُ الحِمام النازل على ابن آدم.

 

فكانتْ وفاتُها المؤلمة في الثالث عشر مِن جمادى الآخرة سنة (64هـ) فسلامٌ على تلك المرأة النجيبة الطاهرة، الوفيّة المخلصة، التي واست الزهراء(عليها السلام) في فاجعتها بالحسين(عليه السلام)، ونابت عنها في إقامة المآتم عليه، فهنيئاً لها ولكلّ من اقتدت بها من المؤمنات الصالحات، والسلام عليها يوم ولدت ويوم ماتت ويوم تُبعث حيّة بإذن ربّها… ( شبكة الكفيل العالمية)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى