المقالات

كربلاء المقدسة المدرسة التربوية الفكرية المستمدة من النهضة الحسينية

كانت ولا زالت وستبقى مدينة كربلاء المقدسة محط رحال رجال الدين والمثقفين والمفكرين والمبدعين، اذ انها دائما ما تزخر بالمهرجانات والفعاليات الثقافية والفكرية ذات النكهة الحسينية في اغلب الايام خصوصا في شهر محرم الحرام، لتكون كربلاء عبارة عن مدرسة تربوية وفكرية تنهل منها شرائح المجتمع المختلفة. 

 

كانت ولا زالت وستبقى مدينة كربلاء المقدسة محط رحال رجال الدين والمثقفين والمفكرين والمبدعين، اذ انها دائما ما تزخر بالمهرجانات والفعاليات الثقافية والفكرية ذات النكهة الحسينية في اغلب الايام خصوصا في شهر محرم الحرام، لتكون كربلاء عبارة عن مدرسة تربوية وفكرية تنهل منها شرائح المجتمع المختلفة. 

وبأحتضانها لمرقدي الامام الحسين واخيه العباس “عليهما السلام” اصبحت قبلة لعشاق اهل البيت ومركزا لنشر ثقافتهم “عليهم السلام” لتعتبر بعد ذلك المكان الاساس في نصرة الحق الذي دعى اليه سيد الشهداء الامام الحسين “عليه السلام” والوقوف في وجه الباطل.

وفي الوقت الذي يمر به العراق بظروف استثنائية وحرب شرسة يحاول من ورائها اعداء الانسانية قتل الامن والسلام، تتحدى كربلاء المقدسة كل الصعاب لتستقبل مئات الالاف من المواطنين من مختلف الطوائف والاديان والقوميات الذين نزحوا هربا وخوفا من بطش عصابات

“داعش” الارهابية في المناطق التي استولى عليها، لتكون مدرسة حقيقية تبلور تلك النهضة الخالدة التي قام بها الامام الحسين “عليه السلام” بعد ان قدم دمه في سبيل الله واصلاح المجتمع.

ولم تكن تلك المدينة المقدسة بعيدة عن ما يحدث في عموم محافظات العراق التي تشهد عمليات عسكرية لتحريرها من دنس عصابات “داعش” الاجرامية  فهي تحقق انتصارات متواصلة كما المجاهدين في سبيل الله يحققون الانتصار بعد الانتصار في ساحات الوغى، بتنظيمها

مختلف الفعاليات الثقافية والفكرية لاسيما في شهر محرم الحرام ، واحتوائها اكبر مظاهرة مليونية في العالم وهي زيارة اربعينية الامام الحسين “عليه السلام” لايصال رسائل انسانية واضحة تعرف بسيرة الحقيقية لاهل البيت “عليهم السلام” ومدى العمق الاخلاقي للنهضة

الحسينية الخالدة، لمن غيبت عنهم وسائل الاعلام المغرضة تلك السيرة المباركة.

وتفتح مدينة كربلاء المقدسة واهلها الابواب لتستقبل ملايين الزائرين من كافة بقاع العالم لمرقد الامام الحسين واخيه ابي الفضل العباس “عليهما السلام” سنويا خصوصا في شهر احزان اهل البيت “عليهم السلام” محرم الحرام، لتقدم لهم كافة الخدمات الانسانية والدينية وتكون

مركزا عقائديا وفكريا لاتباع اهل البيت “عليهم السلام”، لتعطي صورة واقعية حقيقية عن الخدمة الحسينة مستمدة من النهضة المباركة.  

لتبقى تلك المدينة المقدسة على مدى العصور لها مزايا عظيمة في ألإسلام فهي أرض ألله المختارة ، وأرض الله المقدسة المباركة، وأرض ألله الخاضعة المتواضعة، وحرما آمنا مباركا، وحرما من حرم ألله وحرم رسوله ومن المواضع التي يحب ألله أن يُعبد ويدعى فيها، وأرض ألله التي

في تربتها الشفاء، وهذه ألأرض المباركة ذات الفضل الطويل والشرف الجليل، لم تنل هذا الشرف العظيم في ألإسلام إلا باحتضانها مرقد الامام الحسين “عليه السلام” لتكون كربلاء أطهر أرض في العالم.

 

عصام علاوي

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى