المقالات

زيارة الأربعين .. الشيعة والعراق والعالم

 عديدة هي المظالم التي تعرّض لها الشيعة عبر التاريخ، وإن أقسى وأوجع ما وقع على الشيعة في هذا الزمن هو الإرهاب، وأكثر الإرهاب قد وقع على الشيعة في العراق، الذي تصدر قائمة التفجيرات الأكثر دموية في العالم، وذلك بحسب دراسة أجرتها جامعة ميريلاند الأمريكية، أكدت أن العام 2016 شهد أكثر من 108 تفجيرات إرهابية، حصل 87% منها في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.

 

 عديدة هي المظالم التي تعرّض لها الشيعة عبر التاريخ، وإن أقسى وأوجع ما وقع على الشيعة في هذا الزمن هو الإرهاب، وأكثر الإرهاب قد وقع على الشيعة في العراق، الذي تصدر قائمة التفجيرات الأكثر دموية في العالم، وذلك بحسب دراسة أجرتها جامعة ميريلاند الأمريكية، أكدت أن العام 2016 شهد أكثر من 108 تفجيرات إرهابية، حصل 87% منها في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.

وذكرت الدراسة، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا شهدت (10) من أصل (11) عملاً إرهابياً، هي الأكثر دموية، وكان للعراق النصيب الأكبر منها بـ(9) أعمال إرهابية، وأن أعلى حصيلة للضحايا سُجلت في تموز/يوليو/2016 بالعاصمة بغداد، حيث فجر انتحاري سيارة مفخخة داخل مركز تجاري في (حي الكرادة) الذي غالبية سكانه من الشيعة، ما أوقع 382 شهيداً. 

وفي السياق نفسه، أظهر (مؤشر الإرهاب العالمي)، العام الماضي، أن أكثر البلدان تضرراً من الإرهاب هي العراق وأفغانستان ونيجيريا وباكستان وسورية، إذ بلغت نسبة القتلى فيها 72% من عدد القتلى الإجمالي، وإن هذه الأعمال الإجرامية وقعت ضد الشيعة.

وغير بعيد عن ذلك، فإنه ومنذ نصف قرن، والعراق ما يخرج من حرب حتى يدخل في فوضى، ويخرج من فوضى ليدخل في حصار، ومن حصار إلى حرب أخرى، وهو ما يؤشر الى أن الذين دأبوا على العدوان على عراق ما بعد 2003م مازالوا يواصلون عدوانهم، وهو ما يستوجب دائماً الحذر واليقظة.

وفي هذه الأيام، ونحن في خضم الزيارة الأربعينية المباركة، التي من بركاتها أن قدمت حشداً من الأبطال الأفذاذ هبّ للدفاع عن الأرض والعِرض والمقدسات، وأنجز انتصارات كبيرة، غيّرت كثيراً من مجريات الأحداث الدامية، للعراق والمنطقة وللعالم، وفي خضم ذاك المجد الحسيني وهذا الانتصار الكربلائي، حريّ بالجميع إعادة قراءة ما حدث بالأمس، وما يحدث اليوم، واستشراف القادم، فإن للقوم أبناء، والأزمات في معظم بلادنا ما زالت قائمة، وإن أول المسؤولية، وخاصة في العراق العزيز والكريم، إصلاح الحال، فإنما أيام الحسين (عليه السلام) لاتخاذ القرارات الشجاعة والصالحة، والشروع بالتغيير للانطلاق بإعمار ديني ودنيوي، وإنما العراق بلد أهل البيت، وبلد زيارة الأربعين، الإيمانية المليونية المباركة.

يقول سماحة المرجع الشيرازي (دام ظله): إنْ صَلُحَ العراق اليوم وصلح شباب العراق، فستصلح المنطقة والعالم بسبب العراق، فالعراق الآن نقطة عطف للعالم كلّه، وليس للعراق نفسه وللمنطقة فحسب. لا صراع في داخل العراق، لكن العالم يتصارع على أرضه حتى لا ينمو شعبه، فاستفيدوا من سيرة الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، ومن سيرة أهل البيت (صلوات الله عليهم)، في إصلاح العراق، وكل واحد منكم _كما بإمكان كل واحدة من النساء أيضاً_ يمكنه أن يصلح عراق المستقبل، وحاولوا أن تكونوا عند مسؤوليتكم، بأن تستفيدوا من هذه الطاقات العظيمة، والعظيمة لكل واحد منكم، ولكل واحدة منكنّ. فكل صغيرة وكبيرة من خير أو شرّ والعياذ بالله، لها تأثير يوم القيامة، ولها تأثير في نسبة ندم الإنسان على ما فرّط في الدنيا، فلا تفرّطوا، ولا تلقوا المسؤولية على الآخرين، فلا يلقي المثقّفون المسؤولية على الحوزة، ولا تلقي الحوزة المسؤولية على المثقفين، ولا يلقي الرجال المسؤولية على النساء أو بالعكس، ولا يلقي العشائر المسؤولية على غيرهم أو بالعكس، وهكذا بالنسبة للجميع”.

10/ صفر المظفّر/1440هـ

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى